أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 28 ديسمبر 2019

جديد اخبار الجنوب الغرب يعترف بالمجلس الانتقالي وموسكو مستعدة للحوار معه





منقوووووول  .....
الخبير السياسي الروسي (كوركودينوف) في حوار مطول مع "4 مايو":
الغرب يعترف بالمجلس الانتقالي وموسكو مستعدة للحوار معه
اخبار وتقارير

الخميس - 26 ديسمبر 2019 - الساعة 10:44 م

حاوره/ علاء عادل حنش:
*الجنوب مُصر على استقلاله عن الشمال
*تقسيم اليمن إلى دولتين خطوة منطقية
*العالم الغربي يعتبر اتفاق الرياض خطوة مهمة لإنهاء الصراع الأهلي
*تشكيل حكومة جديدة رسميًا سينهي مهمة الشرعية

أكد كاتب وخبير سياسي روسي أن اتفاق الرياض يؤكد أن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مُصرٌ على استقلاله عن الشمال، مشيرًا إلى أن العالم الغربي يعترف بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال الكاتب والخبير السياسي الروسي (دينيس كوركودينوف) إن موسكو مستعدة للحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأكد أن اليمن يحتاج إلى الانفصال مرة أخرى؛ لأنها دولتان مختلفتان، منوهًا إلى أن تقسيم اليمن إلى جزأين خطوة منطقية ومتبادلة تماما.
وحذر من أن محاولة الجماعات المسلحة الصغيرة التابعة لحكومة الشرعية استعادة سلطتها السابقة لن يحدث، مؤكدًا أن "السعودية قد تلجأ لخيار المواجهات العسكرية ضد الشرعية في حال إعاقة اتفاق الرياض.

وقال إن العالم الغربي يعتبر اتفاق الرياض خطوة مهمة لإنهاء الصراع الأهلي، معتبرًا أن تشكيل حكومة جديدة رسميا سينهي مهمة الشرعية.
كل ذلك وأكثر تجدونه في الحوار المطول الذي أجرته "4 مايو" مع الكاتب والخبير السياسي الروسي، رئيس تحرير وكالة أنباء الرؤى الجيواستراتيجية العالمية للأخبار "دينيس كوركودينوف".. فإلى نص الحوار:

أجرى الحوار/ مدير التحرير:

• من خلال ما تلاحظه من متغيرات في اليمن، هل تعتقد أن فك ارتباط الجنوب عن الشمال بات وشيكًا لا سيما وأننا نعلم أن اليمن كانت عبارة عن دولتين قبل 21 مايو/أيار 1990م؟
- على الرغم من الالتزام الصارم بمعايير القانون الدولي التي تضمن السلامة الإقليمية لليمن ضمن الحدود الموضوعة بعد 21 مايو 1990م، تجدر الإشارة إلى أن عملية توحيد الجنوب والشمال حددت إلى حد كبير العمليات السياسية العسكرية السلبية التي يشهدها اليمن حاليًا. نتيجة للتوحيد، واجهت المحافظات الجنوبية والشمالية من اليمن تناقضات عرقية ودينية، والتي كانت بمثابة أساس لحرب أهلية. في جنوب اليمن كانت هناك مقاومة بسبب تصرفات الشمال آخذة في الازدياد، وتسعى لإخضاع كامل أراضي البلاد لنفوذها. علاوة على ذلك، فإن انهيار البرنامج الاشتراكي في الجنوب كان له تأثير سلبي للغاية، ليس فقط على الاقتصاد، ولكن أيضًا على المؤسسات السياسية في البلاد. لطالما كان الجنوب يعتبر منطقة مدعومة، وممولة ، مما أغضب السكان المحليين على خلفية الشمال المزدهر. ولهذا السبب، كانت المصادمات المسلحة بين الجنوب والشمال، رغم توحيدها الرسمي، نتيجةً منطقيةً لتطور اليمن، حيث اعتاد الناس بالفعل على العيش داخل حدود دولتين.

حصل الجنوب على استقلاله عام 1967م، عندما انخرطت مجموعة من ضباط الجيش اليمني في الشمال في برنامج إصلاحي. خلال هذا الوقت، نشأ جيل كامل من الناس في الجنوب لا يرون بأنفسهم حياة أخرى، إلا في ظروف الاستقلال. هذا يؤكد أن مشروع فصل اليمن إلى دولتين لم ينشأ من الصفر. هذا المشروع له جذور عميقة لم يتم تدميرها حتى بعد 21 مايو 1990م.

تؤكد اتفاقية الرياض الأخيرة أن الجنوب مستمر في الإصرار على استقلاله عن الشمال. في الوقت نفسه، تسود الميول نحو الانفصال عن الجنوب في الشمال؛ لذلك فإن تقسيم اليمن إلى جزأين هو خطوة منطقية ومتبادلة تمامًا. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى استراتيجية تنويع الاقتصاد اليمني. من المرجح أن يتم إسناد دور المركز اللوجستي، وفقًا لهذا المفهوم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي يقاومها الشمال.
وبالتالي، فإن تقسيم اليمن يمليه حاليا ليس فقط من خلال العوامل الداخلية، ولكن أيضا من خلال العوامل الخارجية.

#"اتفاقية الرياض" خطوة مهمة
• فيما يخص انتصارات القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على الميليشيات الحوثية وعلى الجماعات الإرهابية.. كيف يرى العالم الغربي القوات الجنوبية التي استطاعت هزيمة الجماعات الإرهابية في الجنوب في وقت وجيز؟
- أدى تفاقم الوضع في الجنوب، الذي بدأ مع الاستيلاء على مدينة عدن، إلى تنشيط مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام بقيادة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، مارتن غريفيث. بالمقابل، نظرًا لنقص المعلومات الكافية، لم يتمكن المجتمع الدولي من تحديد ما حدث بالفعل في عدن بوضوح. وهكذا، قدمت العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك في روسيا، العمليات التي تجري في الجنوب على أنها انقلاب، وهو ما يتعارض تمامًا مع الوضع الحقيقي. ومع ذلك، مع تطور الوضع، أصبحت تقييمات الخبراء الدوليين أكثر تقييدًا، حيث بدأ العالم الغربي يدرك أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تطور آخر للأحداث في عدن. كان الاستنتاج القانوني لهذه العملية هو اتفاق الرياض، الذي حظي بالترحيب ليس فقط من قبل الولايات المتحدة وروسيا، ولكن أيضًا من قِبل الأمم المتحدة. يعتبر هذا الاتفاق من قبل العالم الغربي خطوة مهمة في إنهاء الصراع الأهلي في اليمن.
بدوره، يعترف العالم الغربي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك جماعات النفوذ الأخرى في اليمن، كمنظمات لها الحق في التحدث في الساحة الدولية نيابة عن الشعب اليمني.

#موسكو مستعدة للحوار مع المجلس الانتقالي
• كيف يرى الأوروبيون هذه القوات الجنوبية؟
- الأوروبيون، في الغالب، بعيدون للغاية عن النزاع اليمني. ومع ذلك، فهم يعلمون أن هناك نفطًا في اليمن، وأن الممرات البحرية المهمة استراتيجياً تمر عبر شواطئ اليمن. لهذا السبب يظهرون موقفًا محايدًا وراسخًا تجاه جميع أطراف النزاع في اليمن، في الشمال والجنوب على حد سواء.
في روسيا ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي ضيوف متكررون. فقد زار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي، موسكو مؤخراً في 20 مارس 2019 م، وشارك في اجتماع نظمه المجلس الروسي للشؤون الخارجية. هذه إشارة واضحة إلى أن موسكو مستعدة للحوار مع جنوب اليمن.

• فيما يخص تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2019م بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية اليمنية برعاية سعودية كاملة.. نرى التزامًا واضحًا من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ بنود الاتفاق، في المقابل تحاول حكومة الشرعية تعطيل تنفيذ الاتفاق من خلال عدم قيامها بتسليم المرتبات وعدم تفعيل مصلحة الهجرة والجوازات.. ككاتب وخبير سياسي روسي ما رأيك في هذا؟
- الحكومة في المنفى، تحت قيادة منصور هادي، أثناء النزاع في اليمن فقدت تقريبا كل النفوذ في البلاد، وتعتمد فقط على الجماعات المسلحة الصغيرة التي تسعى لاستعادة سلطتها السابقة. في الوقت نفسه، يتم رفض الحكومة اليمنية من قبل كلٍ من المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس السياسي الأعلى في اليمن، أي الجنوب والشمال.
تمثل مشاركة منصور هادي في اتفاقية الرياض بالنسبة له معنى رمزيًا حصريًا، وتسمح له بالحصول على السيطرة الاسمية على العاصمة الثانية لليمن، مدينة عدن. ولكن في الوقت نفسه، أصبحت عدن الآن خاضعةً بالكامل لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، في حين يؤمل منصور هادي أن تستقبله المدينة ومعها رموز السلطة المركزية، لكن هذا لم يحدث؛ لذلك شعر بالإهانة. وبالتالي، فهو لا يعترف باتفاق الرياض، الذي لم يوفر له شيئًا في الواقع.

#خيار المواجهات العسكرية ضد الشرعية
• هل تعتقد أن هناك تدابير صارمة من جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحكومة اليمنية الشرعية التي تحاول تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض؟
- المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنها تدعم منصور هادي، تسعى حصريًا لمصالحها الخاصة في اليمن، والتي ترتبط بالسيطرة على الحدود ومضيق باب المندب. إذا كان منصور هادي سيعيق تحقيق هذه المصالح، فعندئذ يمكن للرياض أن ترفض بسهولة دعم الحكومة اليمنية. علاوة على ذلك، فإن خيار المواجهات العسكرية المباشرة بين قوات المملكة العربية السعودية وجيش منصور هادي غير مستبعد.

#تشكيل حكومة جديدة ينهي مهمة الشرعية
• بما أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية أصبح شريكًا رئيسيًا وأساسيًا مع دول التحالف العربي في محاربة ميليشيات الحوثي وفي مكافحة الإرهاب في المنطقة العربية، وأيضا شريكًا مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.. ما مدى الدعم العسكري واللوجستي الذي يجب أن يقدمه التحالف العربي والمجتمع الدولي للقوات الجنوبية المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي؟
- في الوقت الحاضر، لدى الجنوب في ترساناته الأسلحة الضرورية الكافية لضمان أمن الإقليم والسكان. تم تحقيق ذلك بفضل الدعم السخي من الإمارات العربية المتحدة.
زيادة المساعدات العسكرية يمكن أن يخلق خللًا في التوازن في المنطقة وتؤدي إلى تصعيد جديد للنزاع في اليمن؛ لذلك ينبغي تقديم المساعدة على وجه التحديد في المجالات الموجودة الآن، لا أكثر ولا أقل.

• هل يمكن للتحالف العربي والمجتمع الدولي الاستغناء عن الحكومة الشرعية في اليمن، وخاصة بعد فشلها الكارثي؟
- لدى الحكومة اليمنية الآن وظيفة رمزية بحتة، كمؤشر على وجود سلطة مركزية في اليمن. لكن هذه الحكومة، في الواقع، لا يمكنها التأثير على الأحداث الحالية وتملي شروطها. في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل صوت هذه الحكومة؛ لأن هذا يمكن أن يسبب ردة فعل سلبية من المجتمع الدولي. لذلك، إذا أراد الجنوب أو الشمال الاستغناء عن حكومة منصور هادي، فيجب عليهم تشكيل حكومة جديدة رسميًا.

#الحاجة إلى الانفصال
• اليمن كانت عبارة عن دولتين قبل 21 مايو/أيار 1990م هما (جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية) و (الجمهورية العربية اليمنية).. ما هو موقف الأوروبيين من عودة هذين البلدين خاصة الاتحاد الروسي؟
- كان المجتمع الدولي عمومًا، وروسيا على وجه الخصوص، يدافعون تقليديًا عن السلامة الإقليمية لليمن. ومع ذلك، فإن الواقع هو أنه لا يمكن لأي من اللاعبين الإقليميين توفير هذه السلامة الإقليمية. لذلك سنكون على استعداد للتعاون مع أي حكومة في اليمن، شريطة احترام مصالحنا. والمهم، على وجه الخصوص، مع روسيا هو بناء قاعدة عسكرية في اليمن، والوصول إلى حقول النفط والسيطرة على مضيق باب المندب.

• هل ترى أنه من المناسب العودة إلى دولتين متجاورتين متحابتين تعيشان في سلام ومحبة بدلًا من الاقتتال والدمار الحاصل الآن؟
- نعم، أنا أعتبر ذلك ممكنًا. علاوة على ذلك، أعتقد أن الحرب الأهلية في اليمن ترجع إلى حد كبير إلى حقيقة أن الجنوب والشمال متحدان، ببساطة هما دولتان مختلفتان ضد بعضها البعض، وهذا خطأ، ولحل المشكلة يحتاج اليمن إلى الانفصال مرة أخرى.

• هل تود أن تقول شيئا في ختام لقائنا؟
-لطالما كانت روسيا صديقًا لليمن، بغض النظر عن الطريقة التي تطور بها تعاوننا. نراقب ما يحدث في صنعاء وعدن وغيرها من المدن، نحن على استعداد لمساعدة الشعب اليمني.

أبو شهاب اليافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق