الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

*الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( 5 )*

*الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( 5 )*


*قال الله تعالى{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}،*

*حقاً لقد كان مولده صلى الله عليه واله وسلم ،مصدر بر وخير وامن وسلام ، للبشريه جمعاء أمَّن الله به السبل ،وجمع به الشمل، وحقن الدماء،وانهأ الجهل والفتن والفساد ، واصلح الله به حياة الفرد والجماعه ،*
*ولذالكم تحتفل أمتنا الاسلاميه هذه الايام بمشارق الأرض ومغاربها ، بذكرى عظيمه ومجيده، الا وهي ذكرى حلول المولد النبوي الشريف على صاحبه افضل الصلاة والتسليم،*

*عندما بلغ رسولنا الكريم صلى الله عليه واله و سلم سن 25 سنه ، شاء القدر ان يتزوج السيده الطاهره خديجه بنت خويلد رضي الله عنها و عمرها 40 عام ،*
*لقد خطب سادة قريش و اثريائها خديجه و كانت ترفض ذلك و لكنها و برجاحة عقلها و سمو تفكيرها السليم و تعرفها على الاخلاق الحميده ، و الصفات الكريمه التي يتحلى بها سيدنا محمد الصادق الامين ،*
 *ارتضت ان يكون لها عليه الصلاه و السلام الزوج المثالي ، الذي كانت كل إمرأه او فتاة تحلم و تتمنى ان يكون محمد الامين شريك حياتها ،*
 *و لقد كان لزواج رسولنا الكريم من السيده خديجه اثر عظيم في حياته عليه الصلاه و السلام ، و مستقبل دعوته الاسلاميه ، و كانت السيده خديجه اول إمرأه تزوجها عليه الصلاه و السلام ،و لم يتزوج عليها رسولنا الكريم حتى انتقلت رضي الله عنها الى جوار ربها ، و قد انجبت له كل اولاده الا ابراهيم فانه من ماريه القبطيه ،*
 *و كانت السيده خديجه تساند رسولنا الكريم و هو يعزف عن العادات الجاهليه السيئه ، و تشجعه على التعبد في الليالي ذوات العدد ، للخلوه في غار حراء لعبادة الله الواحد الاحد ، فيرجع الى خديجه و يتزود لذلك حتى جائه الحق و هو يعبد الله عز وجل ،*

*و عندما بلغ رسولنا الكريم من العمر 40 عام بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، و رسولاً لكافه الناس بشيراً و نذيراً و داعياً الى الله بإذنه و سراجاً منيراً ،*
 *فبينما كان رسولنا الكريم في غار حراء يعبد الله وحده لا شريك له اذا بجبريل عليه السلام يهبط من لدُن الحق عز وجل حاملاً معه رسالة رب العالمين، الى سيدنا محمد خاتم الانبياء و المرسلين ،*
*روي في الحديث الشريف : (اول ما بدأ الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقه في المنام، فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حُبب اليه الخلا)،*
 *فكان ياتي الى غار حراء فيتعبد فيه ، حتى فاجئه الوحي و هو في الغار ، فجائه الملك و قال اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت ما انا بقارئ ، قال فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني ، فقال اقرأ قلت مانا بقارئ فغطني الثانيه حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني،فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ ، فغطني الثالثه حتى بلغ مني الجهد، ثم ارسلني فقال{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ◇خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ◇اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ◇ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ◇ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}،*

*بعدما حدث له عليه الصلاه والسلام ما ذكر في الغار كان ذلك قد اثر برسولنا الكريم بشيء من الجزع، و هذا لا يدل على ضعف شخصية رسولنا الكريم ، و لكن الخوف و الجزع هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ، و ذلك بالشعور الحسي عندما يفاجئ  الانسان بشيء وامر كهذا لم يكن يتوقعه ،*
 *ومثل هذا حدث لنبي الله موسى عليه السلام ،*
 *حين ارسله الله الى فرعون هو و اخوه فقالا{قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ}،{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ}*،

*و ها هو رسولنا الكريم بعد ما حدث له في الغار يعود مسرعاً نحو بيته ، فأذا بالنداء الذي سمعه في الغار يسمعه مرة اخرى و هو في طريقه ، فينظر يميناً و شمالاً فلا يجد احدا، و يرفع بصره و راسه الى السماء فاذا الملك الذي هبط عليه في الغار يراه في افاق السماء ، و هو يناديه يا محمد انك رسول الله ، يا محمد انك رسول الله ، فيزداد صلى الله عليه و اله و سلم خوفا ، حتى دخل على زوجته السيده خديجه رضي الله عنها و هو يقول(زملوني زملوني)،و كأن هناك حمى قد اصابته فقال يا خديجه ( مالي ) و اخبرها بما حدث له ، و قال خشيت على نفسي ، فما كان من السيده خديجه الا ان تطمنه و تقول له:(كلا فوالله لا يخزيك الله ابدا،انك تصل الرحم، و تَصدُق الحديث،و تؤدي الامانه، و تحمل الكل،و تقري الضيف و تكسب المعدوم ، و تعين على نوائب الحق)*،

*و لذلك يلاحظ موقف مشرف وقفته الزوجه خديجه و مثلا خالدا يجب ان تكون عليه الزوجه الصالحه ، خير معين و مؤازر لزوجها ، و قولها( كلا لا يخزيك الله ابدا ) حيث استنتجت الزوجه خديجه ان السيرة الحميده و الشيم الجليله و الاخلاق العظيمه التي اتصف بها رسولنا الكريم ، في عصر انهارت فيه القيم والاخلاق ، لذلك فانه ليس للشيطان سبيل على امثال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، و المتمسك بالاخلاق الفاضله و التعامل مع الناس بمكارم الاخلاق ،*
 *ثم ان خديجه انطلقت برسولنا الكريم حتى اتت به ورقه بن نوفل ، و كان امرءا قد تنصر في الجاهليه فقالت له خديجه ، اي ابن عم اسمع من ابن اخيك، فاخبره رسولنا الكريم بما رأى،فقال ورقه هذا الناموس الاكبر الذي انزل على موسى و عيسى، ليتني فيها جذعا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك ، فقال عليه الصلاه و السلام ( أو مخرجي هم ؟) قال ورقه نعم ، لم يأتي رجل بمثل ما جئت به الا عُودي ، وان ادركني يومك سوف انصرك نصرا مؤزراً،*

*و الدرس المستفاد مما ذكر ان على الرسل والعلماء و المصلحين، عليهم ان يوطنوا انفسهم، انهم سيلاقون الاذئ و المشقات و الصعاب عند قيامهم بالجانب الدعوي و الاصلاحي من قبل قوى الكفر و الظلم و الفساد ، و على الرسل و المصلحين و دعاة الخير، عليهم ان يتسلحوا بالايمان و الصبر ، و يروضوا انفسهم على تحمل المشاق و الصعاب، في سبيل تأدية رسالتهم الاصلاحيه ، و العاقبه للمتقين،*

*قال الله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}*،

*و هكذا كان بدء الوحي و كانت هذه الايات الكريمه من سورة إقرأ، هي اول ايات القران الكريم نزولاً على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، ثم تتابع بعد ذلك نزول القران الكريم منجماً بحسب الوقائع و الاحداث ، و جاء الامر الالهي بامر رسولنا الكريم بتبليغ الدعوه الاسلاميه للناس اجمعين ،*

 *قال الله تعالى*
 *{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ◇ قُمْ فَأَنْذِرْ ◇ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ◇ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ◇ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ◇ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ◇ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}*،

*صدق الله العظيم*،
 *و صلى الله على سيدنا محمد في ذكرى مولده الشريف و على اله و صحبه و سلم*،

*كل عام و انتم بخير*،
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق